تلاشي نظرية الرجل العظيم
قد بات لزاما على علماء الإجتماع في عصر ما بعد الحداثة إعادة صياغة النظريات الإجتماعية , ذلك أن النظريات الكلاسيكية والحديثة لم تعد لها أهمية أو فائدة , فأهميتها توقفت في وقتها , أما في العصر الحالي فلابد من إعادة صياغة نظريات جديدة تتلاءم والمجتمع الحديث , ومن بين النظريات التي يجب إعادة صياغتها ( نظرية الرجل العظيم ) والتي كانت ترى بأنه يوجد شخص فريد يمتلك مواهب وقدرات جسمانية وذهنية يصلح لأن يكون قائدا أو زعيما في مجتمع ما , بحكم الصفات التي يمتلكها والتي من النادر أن تتوفر في أشخاص آخرين غيره , إلا أن المتغيرات الحديثة التي صاحبت ظهور وتطور وسائل التكنولوجيا البسيطة والمعقدة بجميع أنواعها قد زادت من متطلبات الحياة وضرورياتها التي جعلت من المستحيل أن تتوفر جميع الصفات والمهارات المطلوبة في شخص واحد , هذه الفكرة التي نقضت فكرة الرجل العظيم الذي يمتلك جميع المهارات والمواهب من أجل أن يحمل لقب الزعيم أو الرئيس , ذلك أن المجتمعات الحديثة تتميز بالديناميكية وكثرة المتغيرات التي يتطلب على الأفراد كذلك بالحركية وعدم إحتكار السلطة بيد شخص واحد يبقى في منصبه طيلة حياته حتى وفاته لكي يخلفه شخص آخر , وإنما صار من الواجب والضروري أن تكون السلطة متكيفة حسب المتغيرات البيئية .
بقلم عبان عبد القادر