الشعب يدير أركان النظام :
إن ما أسفرت عليه الثورات الحديثة في المجتمعات العربية من تغييرات جذرية في هيكل السلطة ( النظام ) , فلم يعد الرئيس يدير شؤون البلاد بمبتغاه , وإنما صار الشعب هو من يدير أموره بنفسه , وهذا من خلال تعيين المسؤولين والممثلين الذين ينوبون عنه وفق ما يرغبه الشعب , الأمر الذي يمكننا إستلزامه أن الشعب هو الذي أصبح يترأس ويدير أركان النظام السائد في البلد , فهذه التغيرات الجيوسياسية التي أعقبت تلك الثورات أحدثت تغييرات جذرية أو ما يسمى في علم الإدارة بالهندرة بمعنى رسكلة وإعادة هندسة الإدارة التي تحكم البلاد وفق ما يتماشى ومصلحة الشعب , ذلك أن متطلبات المجتمعات الحالية ( القرن 21 م ) تغيرت وزادت عن المجتمعات السابقة , حيث لم تعد الحاجة للأمن والغذاء من المتطلبات الرئيسية والوحيدة للشعوب , وإنما أحدثت متطلبات حديثة وليدة العصر الحديث والتي على سبيل المثال : العلم والمعرفة , التكنولوجيا , إبراز وتحقيق الذات الجمعية , .... إلخ .
بقلم عبان عبد القادر